
في بيان له بمناسبة اليوم الوطني للصحافة بقلم رئيس الاتحاد مصباح قديري و هذا نصه
يأتي اليوم الوطني للصحافة هذه السنة في ظل ظروف جد خاصة تعيشها أمتنا العربية بفعل المجازر التي يرتكبـها الاحتـلال الصهيـوني ضـد الشعـب الفلسطيـني والتـي ستبـقى وصمة عار تلاحق المعتدين المغتصبـين ومـن يدور في فلكهـم من مطبعـين وخائنين، و يديـن الاتحـاد الوطنـي للصحفيين والإعلاميين الجزائريـين بشـدة هـذه الجــرائم الوحشيـة ويعـرب عن تضامنـه المطلـق مع اخـواننا في غـزة الذيـن يتعرضـون لحـرب ابـادة جماعيـة لم يسلم منها أحد، فحتى الصحفيين ذهبوا ضحية غطرسة وطغيان الاحتـلال الـذي ضـرب عرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على حماية الصحفيين أثناء الحـروب والنـزاعات المسلحـة، حيـث استشهـد الى غايـة اليوم 18 صحفيا ودمرت عشرات المقرات الإعلاميـة، ولا يعـد استهـداف الصحفيين وعائلاتهـم بشيء جديـد على المحتـل الغاشم فهو يملك سجلا طويـلا مــن الاعتـداءات المتكــررة على فرســان الاعـــلام، فمــن منا ينسى اغتـيال مراسـلة الجزيـرة “شيرين أبو عاقلة” أثناء تغطيتها أحداث مخيم جنين، وتذكرنا بطولات الصحفيين الفلسطينيين ونحـن نحيـي اليـوم الوطـني للصحـافة بتضحيات أسلافـنا من رجـال ونسـاء هـذه المهنة النبيلة الذين حاربوا المستعمر الغاشم بالكلمة والصوت والصورة، ليبرزوا للعالم أجمع مدى بشاعة جرائمـه، وليوصلوا صـوت الثـورة الجـزائرية مـدويا في كافــة أقطـار العالــم، كما نقــف في هــذه المناسبة وقفة احترام وإجلال عنـد تضحيـات الأسـرة الإعلاميـة ابـان العشريـة السـوداء، لنتـرحم على كـل من غـدرت بهـم أيـادي الارهــاب الهمـــجي.
ولأننا على العهـد باقـون، ولرســائل من سبقــونا حافظـون، فنحن عازمون على مواصلة المسار المشرف للصحافــة الجزائريــة، بإعــلاء صــوت الحـق وإبراز معاناة الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني، وبذل المزيد من الجهود لجعل القضية الفلسطينية على رأس أولويات وسائـل الاعلام الوطنية وبصفـة دائمـة لا ظرفيـة، وهـو نفـس النهـج الـذي نتمـنى أن تسلكـه كافــة وسائـــل اعـــلام الــدول العربية والإسلامية.
وعـلى المستــوى الداخلــي يراهـن الاتحـاد الوطنـي للصحفيـين والإعلاميـين الجزائريـين على لعـب الصحافــة الوطنيـة أدوارا رياديــة في دعــم ركائـز الجزائـر الجديـدة التي ينشدها المواطـن، بالكلمـة الصادقـة والطـرح الموضـوعي والنقـد البنـاء، وبالاحتـرام التـام لأخلاقيـات المهنة الصحفية، مستلهمة ارادتها القوية من التزام ووعي الصحفيين والإعلاميين الجزائريين بحجم الرهانات والتحديات التي تقع على عاتقـهم من جهـة، ومن الإرادة السياسية القوية لإرساء معالم منظومة اعلامية قوية حرة ونزيهة من جهـة ثانيـة، والتي ترجمـت على أرض الواقـع بدستـرة الاعـلام وإطـلاق مشروع المدينة الاعلامية “دزاير ميديا سيتي” وبعـث محطتـين اذاعيتـين جديدتـين “زمانfm ” و”إفريقياfm ” واستحداث عشرة مكاتب للإذاعـات بالولايـات الجديـدة بالجنـوب، مـع فتـح ورشـات إصلاحيـة كبـرى لتعـزيز المنظومـة التشريعيـة والتنظيميـة للقطـاع، كللـت بإصـدار القانـون العضـوي للإعـلام، في انتظـار استكمـال المسار بالإسـراع في اصـدار قانـون السمعـي البصـري وقانون الصحافة المكتوبة و الالكترونية وقانون الاشهار وسبر الآراء، و القانـون الأسـاسي للصحفي، واعداد قانون خاص ببطاقة الصحفي المحترف، مع الحرص على تنصيب سلطتي ضبـط السمـعي البصـري والمكتوبـة والالكترونية ومجلس أخلاقيات المهنة في أقرب الآجال، لتكتمل بذلك دعائم الإقلاع الحقيقي للإعلام الجزائري على أسس متينة لا تتزعـزع، وما يدعو للتفاؤل بالوصول لهـذا الهدف السامي في الآجال المعقولة هو تعيين رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبـون للبروفيـسور “محمـد لعقاب” وزيرا للاتصال وهو المدافع دوما على القطاع والمتمكن أكاديميا ومهنيا من أدواته والعارف بخباياه واحتياجاته ومطالب منتسبيه.
ويجـدد الاتحـاد الوطـني للصحفيـين والإعلاميـين الجزائريـين في الختـام تهانيـه للأسرة الاعلامية بمناسبـة اليـوم الوطـني للصحافـة، متمنـيا أن تحـل هـذه الذكـرى السنـة المقبلة والمنظومة التشريعية المنظمة للقطاع قد اكتملت وجل المطالب المهنية والاجتماعية للصحفيين والإعلاميين قد تجسدت.المجد للجزائر والنصر لفلسطين
