
22/6/2025–|آخر تحديث: 06:16 PM (توقيت مكة)
يتابع المستثمرون عن كثب التطوات المتلاحقة، اليوم الأحد، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قصف عدة مواقع نووية في إيران، نظرا للتأثير الهام لهذه الضربات على الأسواق المالية بشكل عام، وعلى أسعار سلع بالغة الأهمية مثل النفط والذهب بشكل خاص.
ونقلت وكالة رويترز عن مستثمرين قولهم إن الهجوم الأمريكي على المواقع النووية الإيرانية قد يؤدي إلى رد فعل فوري في الأسواق العالمية، عند إعادة فتحها غدا الاثنين، لترتفع معه أسعار النفط، ويندفع المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والسندات الحكومية.
وفي أعقاب الإعلان عن الهجوم مباشرة، توقع المستثمرون أن يحفز التدخل الأمريكي عمليات بيع في الأسهم وربما إقبالا على الدولار وأصول الملاذ الآمن الأخرى عند بدء التداول، لكنهم قالوا أيضا إن مسار الصراع لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.
وقال مارك سبيندل كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “بوتوماك ريفر كابيتال” “أعتقد أن الأسواق ستشعر بالقلق في البداية، وأن النفط سيبدأ التداول على ارتفاع”.
وأضاف سبيندل “ليس لدينا أي تقييم للأضرار وسيستغرق ذلك بعض الوقت. على الرغم من أن ترامب قال إن الأمر انتهى، فإننا نتساءل: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟”.
ويعتقد سيبندل أن “حالة عدم اليقين ستخيم على الأسواق حيث سيتأثر الأمريكيون في كل مكان الآن. سيزيد ذلك الضبابية والتقلبات، لا سيما في قطاع النفط”.
ومع ذلك، قال سبيندل إن هناك وقتا لاستيعاب التطورات قبل فتح الأسواق، مضيفا أنه يقوم بترتيبات للتحدث مع المشاركين الآخرين في الأسواق.

أسعار النفط والتضخم
ويتمحور القلق الرئيسي للأسواق حول التأثير المحتمل لتطورات الشرق الأوسط على أسعار النفط، وبالتالي على التضخم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد يضعف ارتفاع التضخم ثقة المستهلكين، ويقلل من فرص قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) بتخفيض أسعار الفائدة في المدى القريب.
وقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار لدى كريسيت كابيتال “يضيف هذا الأمر مستوى جديدا معقدا من المخاطر التي سيتعين علينا أخذها في الاعتبار والانتباه إليها.. سيكون لهذا الأمر بالتأكيد تأثير على أسعار الطاقة وربما على التضخم أيضا”.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 يونيو/حزيران لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريبا عند 79.04 دولار للبرميل يوم الخميس.
إلا أن مؤشر “ستاندرد اند بورز 500” لأداء بورصة وول ستريت في نيويورك لم يشهد تغيرا يذكر بعد انخفاضه في بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو/حزيران.
سيناريوهات محتملة
قبل الهجوم الأمريكي على إيران، وضع محللون في “أوكسفورد إيكونوميكس” ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة إن “لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية”.
وأضافت أنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولارا للبرميل لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية هذا العام.
وقالت أوكسفورد إيكونوميكس في مذكرة صدرت قبل الضربات الأمريكية “على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتما إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم”.
وفي تعليقاته بعد إعلان التدخل الأمريكي، رجح جيمي كوكس الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية أيضا صعود أسعار النفط بسبب الأنباء الأولية. لكن كوكس يتوقع استقرار الأسعار على الأرجح في غضون أيام قليلة.
ويحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي، الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب رسوم ترامب الجمركية.
