
10/5/2025–|آخر تحديث: 02:02 AM (توقيت مكة)
نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقطعا مصورا لأسيرين إسرائيليين في قطاع غزة، أحدهما حاول إيذاء نفسه في ظل مرضه الشديد، والوضع الصعب في القطاع، مع استمرار حرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على القطاع.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية يظهر في الفيديو البالغة مدته 3 دقائق، ونيّفا إلكانا بوحبوط ويوسف حاييم أوحانا.
ويظهر الأسيران في غرفة صغيرة أحدهما متربع أرضا وحليق الرأس وذارعه موشومة ويتحدث محركا يديه، فيما الآخر ممدد ومغطى ويبدو واهنا وقد لزم الصمت.
القسام أنقذت زميلي
وفي الفيديو الذي بثته القسام عبر منصة تلغرام، مساء السبت، قال أحد الأسرى: “أود أن أذكركم أنني الأسير رقم 21، وهذا الأسير النائم بجانبي هو رقم 22، لا أريد الحديث عن نفسي، بل عن حالته لأنه يعاني من وضع صحي ونفسي صعب جدا”.
وأضاف “منذ أن سمعنا أن الحرب مستمرة منذ أشهر طويلة، أدركنا كم يشكل هذا خطرا على حياتنا، ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف زميلي عن إيذاء نفسه”.
وتابع الأسير 21 “لقد فقدنا عالمنا وفقدنا الأمل، قبل عدة أيام، حاول زميلي (الأسير 22) إيذاء نفسه، فتدخلت أنا وأحد مقاتلي القسام لمساعدته ومنعه ونتيجة لذلك، حاول إيذاءنا أيضا”.
وأوضح أن حياة الأسرى تحولت إلى حرجة، قائلا: “كل دقيقة هنا حرجة حتى أننا لا يمكننا النوم”.
وأشار الأسير رقم 21، إلى أن “الأسير رقم 22 غير مستعد لتناول الطعام أو الشراب، رغم أن الكمية المتوفرة لديهم قليلة جدا في هذا الواقع الفظيع”.
وتابع حديثه موجها رسائل، منها إلى من يُدعى أوهاد، في إشارة إلى أسير إسرائيلي أفرج عنه سابقا، قائلا: “اسألوا أوهاد، عن هذا الواقع، الآن الوضع بات أكثر صعوبة”.
وأشار إلى زميله المريض في الأسر والذي ظهر نائما في الفيديو، قائلا: “لا يمكنه القيام بعمل أي شيء سوى التخيل والتفكير بابنه رئيم وزوجته ريفكا”.
عليكم سؤال سارة نتنياهو
وتساءل الأسير موجها حديثه لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ماذا تنتظرون؟ أن تنتهي المحاليل؟ (السوائل الطبية التي تعطى عن طريق الوريد) لا يمكنني تخيل ما سيحدث لو تركته وحده”.
وأضاف “توقفت أنا أيضا عن تناول الطعام، مصير زميلي هو مصيري، ومصيرنا بين بأيديكم”.
وفي رسالة إلى الطيارين الإسرائيليين الذين وقعوا على عرائض تطالب بصفقة تبادل ورفضوا التحليق وقصف المدنيين ومعهم الأسرى بالقطاع، قال الأسير 21 “أنا فخور بكم لأنكم قررتم عدم التحليق وتشكيل خطر على حياتنا”.
لكنه تساءل مستنكرا “أما أولئك الذين لا يزالون قادرين على التحليق (طيارو جيش الاحتلال الإسرائيلي) ويقومون بقصفنا نحن والمدنيين (الفلسطينيين)، ماذا تقولون لعائلاتنا؟”.
كما وجه رسالة مباشرة إلى الجمهور الإسرائيلي قائلا: “لا يزال بعض الأسرى على قيد الحياة، إذا أردتم معرفة عددهم، بكل بساطة عليكم سؤال سارة نتنياهو (زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي)، فهي تعرف ما لا تعرفونه”.
وتابع مخاطبا زوجة بنيامين نتنياهو “أنتِ يا سارة، بكل بساطة أخبرينا: ما الرقم الذي تريدينه أن يتبقى لكي نعود إلى بيوتنا؟”.
وأردف “قولي لنا يا سارة، ما هو العدد؟ كم يجب أن يموت، 10 أو 15، تريدين أقل من 20 أم أكثر من 20؟”.
وتساءل: كيف ما زالت هذه الحرب مستمرة؟

وأنهى الأسير الإسرائيلي رسالته بالقول: كل عملية سفك تشاهدونها هي شاهد عيان، وأيديكم ملطخة بهذه الدماء يا متخذي القرارات كفى، جاء الوقت لكي تتوقف هذه الحرب الوقت ينفد.
وطالب الأسير 21 بإنهاء الحرب، قائلًا “كفى كفى، جاء الوقت لكي تتوقف هذه الحرب. الوقت ينفد”.
وفي نهاية الفيديو، ظهرت عبارة على الشاشة تقول: “لن يعودوا إلا بصفقة، في إشارة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى القسام”.
مخاطر على حياة الأسرى
ولطالما حذرت كتائب القسام، في بيانات سابقة، من المماطلة الإسرائيلية في استئناف اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وما تحمله من مخاطر على حياة الأسرى جراء تعمد إسرائيل قصف المواقع التي يتواجدون بها.
والأربعاء الماضي، اعترف نتنياهو المطلوب للعدالة أمام المحكمة الجنائية الدولية في فيديو تم نشره على منصة إكس، بوجود 21 أسيرا إسرائيليا فقط على قيد الحياة بقطاع غزة، وليس 24 كما كان يُعتقد، وفق قوله.
وكانت تل أبيب تقدر وجود 59 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 24 على قيد الحياة.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الأول 2025، لكن نتنياهو تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف حرب الإبادة بغزة في 18 مارس، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية.
