📢 أخبار عاجلة
جاري تحميل الأخبار...
📢 أخبار عاجلة
جاري تحميل الأخبار...

 حمل اليوم العالمي للتبرع بالدم لهذه السنة :  المصادف لــ 14 جوان شعار” تبرعوا بالدم ، امنحوا الأمل ، بدمائنا جميعا ننقذ الأرواح” جمعية المتبرعين بالدم  سيدي بلعباس تجمع ما بين قيمة التبرع بالدم ودور الطفل في نشر الوعي من خلال الفن . حيث ، وفي جو إنساني سامق ، توافد المتبرعون للالتحاق بحملة التبرع بالدم ، ليمتزج حضورهم الإنساني مع براءة الأطفال ممن جسدوا بريشتهم ، بحسهم الفني وبألوانهم أجمل الرسومات التي تشي بأهمية التبرع بالدم إنقاذا للأرواح  ، هم المتوجون جميعا ضمن مسابقة الرسم التي تمّ بعثها قرابة الشهر الذي سبق حملة التبرع بالدم .

الحملة الخاصة باليوم العالمي للتبرع بالدم ، كانت على مستوى بهو المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، ناهيك عن ساحة أول نوفمبر ( ساحة كارنو ) التي توشّحت بعديد الأجنحة لإستقبال الأطفال ومنحهم فرصة للرسم والتلوين ضمن الفعاليات ، ليكون الطفل الشريك الفعليّ والرسميّ ضمن الحدث .

تبرعوا بالدم.. امنحوا الأمل: حين يمتزج الإحساس الإنساني ببراءة الفن الطفولي

في كل عام، يُحتفى باليوم العالمي للتبرع بالدم تحت شعار يلخص روح العطاء وأهمية التضامن الإنساني. وفي هذه السنة، كان الشعار أكثر دفئًا وصدقًا: “تبرعوا بالدم، امنحوا الأمل، بدمائنا جميعًا ننقذ الأرواح”. رسالة بليغة جمعت بين الدعوة النبيلة لإنقاذ الأرواح وبين إشراك المجتمع بكل فئاته، كبارًا وصغارًا، في رسم لوحة الأمل.

في أجواء إنسانية تفيض بالعطاء، توافد المتبرعون إلى نقاط التبرع استجابة لهذا النداء النبيل ، حيث  لم يكن التبرع مجرد إجراء طبي عابر، بل كان فعلًا يحمل في طياته رسالة حب وتكافل، ترجمها الحاضرون بأذرعهم الممدودة وأرواحهم المضيئة بالعطاء ، إذ وخلف   كل وحدة دم تُمنح، هناك حياة تُنقذ، وأمل يُبعث من جديد في قلب مريض أو مصاب، وربما في أسرة بأكملها.

لكن ما جعل هذه الحملة مميزة بحق، لم يكن فقط عدد المتبرعين أو كمية الدم المجموعة حيث تمّ تسجيل ( 62 à كيسا تمّ نقله إلى بنك الدم ، بل تلك اللمسة النقية التي أضفاها الأطفال.

في ركن خصص لهم، راحوا يعبرون عن وعيهم الطفولي، الذي يفوق أعمارهم، من خلال رسومات تفيض برمزية الحياة، والحب، والإنقاذ. لوحات بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في دلالاتها، رسموها بألوانهم الزاهية لتقول لنا جميعًا: “نحن نعلم أن التبرع بالدم يُنقذ الأرواح، ونحن بدورنا نحمل هذه الرسالة إلى العالم”.

لقد شكلت هذه الرسومات الطفولية جسورًا من التفاهم بين الأجيال. فبينما يسهم الكبار في إنقاذ الأرواح بدمائهم، يسهم الأطفال في نشر الوعي برسوماتهم، وكأنهم يقولون: “نحن الجيل القادم، ونحن ندرك أهمية العطاء “ .

هذا التآزر بين الحس الإنساني الواعي والفن البريء، جسّد لحظة نادرة من الانسجام المجتمعي، حيث أصبح الطفل حامل لقضية إنسانية، يحملها بألوانه، ويزرعها في قلوب من حوله.

ولا يمكن أن نغفل في هذا السياق عن أولئك المتبرعين الأوفياء، الذين دأبوا على التبرع بالدم عامًا بعد عام، بإخلاص لا يعرف الكلل ، فهم   جنود مجهولون،  لا يسعون إلى شكر أو مقابل، بل يؤمنون برسالة نبيلة: أن الحياة تستحق أن تُمنح، وأن الدم حين يُعطى، يتحول إلى جسر عبور نحو الأمل ،  لهؤلاء نقول: أنتم الرئة التي يتنفس بها المجتمع، والضمير الحي الذي يُذكّرنا دومًا بأن الخير ما زال ممكنًا.

هذا ، وقد صادفنا في حملة التبرع بالدم في يومها العالمي متبرّع دائم منذ سنوات1987 وهو السيد “ عرجون مصطفى”  وعن عمر يناهز  65 ربيعا قدّم آخر كيس دم اليوم وكان آخر يوم له للتبرع ، وفي تصريح له أكّد على قيمة التبرع بالدم طبيّا وروحيا ، وأنه لا يعلني من أي مرض مزمن بل بالعكس في كل كيس دم يمنحه تتجدّد الحياة عنده ، داعيا الشباب إلى التبرع وأن يتسلحوا بالإرادة والوعي وحب الخير كون قطرة دم هي إنقاذ للأرواح .

هذا ، وقد عكفت السيدة “ شريف سهام خديجة” رئيس جمعية المتبرعين بالدم  ،  وبجضور   الأطفال مرفقين بعائلاتهم وكذا الكادر الطبي لملحقة حقن الدم وعديد   الأسماء وضيوف مدينة سيدي بلعباس على تكريم المتوجين ضمن مسابقة الرسم ، وكان الخمسة الأوائل على الشكل  التالي :

مراد بودية ملاك في مرتبة أولى ، مرازي عبد العزيز في مرتبة ثانية ، وفي مرتبة ثالثة  ورابعة   الشقيقتين مهداوي ماريا ومهداوي بلقيس ، مع تسجيل أصغر متنافس في المسابقة صاحب الأربع سنوات وهو البرعم “ يعقوب أنيس”  ، كما عكفت الإتحادية  الجزائرية والدولية للمتبرعين بالدم ممثلة برئيسها الدكتور” سايح عبد المالك”     على إختيار أحسن رسمة من نصيب الأخوين   “ بارودي معاذ “ و”فراس بارودي”  ، مع تكريم جل الأطفال أصحاب الرسومات ضمن المسابقة        تحفيزا وتشجيعا لهم وعرفانا بحسّهم التوعوي ودورهم في تعزيز ثقافة التبرع بالدم  .

ومنه ، لناأن نؤكّد أنّ  التبرع بالدم ليس مجرّد عمل تطوعي، بل هو فعل حضاري، وسلوك يُعلي من قيمة الإنسان، ويرسّخ ثقافة التضامن والتكافل ،  وحين يقترن هذا الفعل بالوعي المبكر الذي يزرعه الأطفال من خلال الفن، فإننا نمضي بخطى ثابتة نحو غدٍ أفضل، تُبنى فيه الأجيال القادمة على أسس من الرحمة والمسؤولية.

 

إذ ، وفي كل قطرة دم تُمنح، هناك قصة حياة تُكتب من جديد ،  وفي كل رسم بروح وأنامل أطفالنا تعبير  عن العطاء ، وعن وعي يتفتح، وأمل يتجدد ،  فلنكن جزء  من هذا النور، ولنمنح بأذرعنا وألواننا الحياة لمن يحتاجها.

بقلم : عباسية مدوني -سيدي بلعباس

Share.

Leave A Reply