
تحضيرا لليوم العالمي للتبرع بالدم 14 جوان 2025
في زمن تزداد فيه الحاجة إلى التكاتف والتضامن الإنساني، جمعية المتبرعين بالدم لولاية سيدي بلعباس التي ترأسها السيدة ” شريف سهام خديجة ” وبمعيّة طاقمها ، تدفع بعجلة مبادرة فريدة، تتنفس فناً، وتنبض إنسانية.
تأتي هذه المبادرة في شكل مسابقة فنية مخصصة للأطفال في ضوء ” أحسن رسمة معبّرة عن التبرع بالدم ” وهي أكثر من مجرد منافسة، بل دعوة مفتوحة لصناعة الأمل وزرع بذور الخير في نفوس الأجيال القادمة ، ألا وهم الأطفال جيل الغد ومنارة المستقبل .
حيث أنّ المبادرة تأتي ضمن ماراتون التحضيرات الحثيثة للإحتفال باليوم العالمي للتبرع بالدم المصادف لــ 14 جوان من سنة 2025 والذي يحمل شعار هذه السنة : ” تبرّعـوا بالدم ، إمنحـوا الأمل ، بدمائنا جميعا ننقذ الأرواح ” .
الفن في خدمة الحياة
تستهدف المسابقة الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم 15 سنة، حيث طلب منهم إنجاز رسمة تعبّر عن التبرع بالدم كقيمة إنسانية نبيلة، ويُرافق الرسم فيديو يوثّق مراحل إنجازه ، هذه الخطوة ترسّخ الوعي بقيمة الحياة والتضامن منذ الصغر، وتفتح للأطفال نافذة ليُعبروا عن مشاعرهم تجاه فعل بسيط قد ينقذ أرواحًا كثيرة .
إنّ الفن، حين يُسخّر لأجل قضية إنسانية، يصبح وسيلة فعالة لبناء الوعي، وتحفيز المخيلة، وتكوين جيل واعٍ بدوره المجتمعي ، فكل لون يُرسم، وكل خط يُشكّل، يحمل رسالة صامتة تقول: “أنا أيضًا أستطيع أن أساهم، حتى ولو بريشة وألوان”.
وقد تدفّقت المشاركات منذ الإعلان عن المسابقة عبر صفحات الواب ، وبخاصة الصفحة الرسمية لجمعية المتبرعين بالدم لولاية سيدي بلعباس ، على أن يتمّ غدا الفاتح ( 01 ) جوان من سنة 2025 الإعلان عن الأطفال المتوجين ضمن مبادرة تشجيع وترغيب وتحفيز لجيل الغد .
التبرع بالدم… شريان إنقاذ وأمل متجدد
لطالما كان التبرع بالدم فعلاً بطوليًا هادئًا، لا يُدوَّن في كتب التاريخ، لكنه يُخلِّد أسماء المتبرعين في ذاكرة من أنقذوهم ، تسعى الجمعية، من خلال هذه المبادرة، إلى ترسيخ ثقافة التبرع بالدم كواجب إنساني، خاصة في صفوف الأطفال، الذين سيكونون غدًا شبابًا ومسؤولين ومواطنين يحملون القيم التي نشأوا عليها.
فالتبرع بالدم لا ينقذ فقط المرضى والمصابين، بل يمنح المتبرع ذاته شعورًا عميقًا بالمسؤولية، ويربطه بنبض المجتمع الذي ينتمي إليه.
أكثر من مسابقة… هي رسالة أمل وعطاء …
هذه المسابقة ليست مجرد نشاط عابر، بل هي غرس طويل الأمد في أرض الطفولة ، هي طريقة لنجعل من أطفالنا سفراء للخير والحياة، يدركون منذ نعومة أناملهم أنّ العطاء لا يُقاس بالعمر، وأنّ الريشة أحيانًا توازي الإبرة التي تنقذ حياة.
فدعونا نفتح المجال لأطفالنا ليُعبّروا عن إنسانيتهم ببراءة وصدق.
دعونا نُقدّم لهم منبرًا ليقولوا كلمتهم بألوانهم.
دعونا نُشجع الإبداع حين يكون في خدمة الحياة.
التضامن لا عمر له، والأمل يبدأ بخط صغير على ورقة…
بقلم : عباسية مدوني -سيدي بلعباس
