27/6/2023|آخر تحديث: 27/6/202312:49 PM (بتوقيت مكة المكرمة)

تقضي مواطنة سودانية عيد الأضحى المبارك لأول مرة بعيدًا عن عائلتها وزوجها، بعد أن فرّت من الحرب، التي دخلت أسبوعها الـ11، نحو الجارة مصر.

مكثت النازحة السودانية في معبر وادي حلفا الحدودي بين البلدين 15 يومًا، قبل أن تتلقى عرضًا من سيدة لركوب حافلة ستعبر إلى مصر لم يتبقَ فيها سوى مقعد شاغر.

أخذت المرأة معها أطفالها الثلاثة وركبت الحافلة، تاركة خلفها زوجها وعائلتها وبلدها.

التقت كاميرا الجزيرة مباشر مع اللاجئة السودانية، وقالت إن قضاء عيد الأضحى بعيدًا عن عائلتها أمر صعب، إذ اعتادت العائلة على التجمع.

وتحسّرت المتحدثة وهي تحكي عن أجواء العيد في بلدها وسط ذويها، قائلة إنهم تعودوا على شراء ملابس جديدة للأطفال ومفارش جديدة لأثاث المنزل، وخبز الرغيف الطازج صباح يوم العيد.

ومضت اللاجئة إلى القول “نستعّد لاستقبال العيد بتبييض جدران المنزل، ونأتي بخروف العيد قبل يوم النحر بـ3 أيام حتى يفرح به الصغار”.

وقالت إنها لم تتوقع يومًا أن تغادر السودان، إذ لا تتوفر على جواز سفر حتى، مضيفة “كل معارفنا ومقربونا يستخرجون جواز سفر للذهاب إلى العمرة أو الحج فقط، لم أتوقع أن أغادر السودان نحو وجهة أخرى”.

وجدت المرأة نفسها في بلد آخر مع أطفالها الثلاثة بمفردها، تعيش معهم في منزل شديد البساطة، وتقول إنها تشتغل في التنظيف حتى توفر لهم قوت يومهم.

انهارت اللاجئة باكية وهي تحكي ما آلت إليه حياتها خلال وقت وجيز، اشتكت من غلاء المعيشة وصعوبة الظروف التي اضطرتها إلى الخروج للعمل من أجل صغارها.

ويشهد السودان، منذ 15 إبريل/نيسان الماضي، معارك بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي) على إثر خلاف بينهما بشأن إدماج الأخيرة في الجيش النظامي.

ووجّهت الأمم المتحدة نداءين لمعالجة الأزمة عبر الاستجابة الإنسانية داخل السودان والاستجابة لاحتياجات اللاجئين في الدول المجاورة، معلنة عن حاجتها إلى 3 مليارات دولار هذا العام لم تحصل سوى على أقل من 17%.

وتدفقت الأموال استجابة لنداءات الأمم المتحدة الخاصة بأوكرانيا في غضون أسابيع بعد بدء الحرب الروسية عليها في فبراير/شباط 2022، لكنّ الاستجابة الدولية كانت بطيئة بشأن الأزمة في السودان التي مضى عليها الآن أكثر من شهرين.

وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في وقت سابق، أن مصر تقدّر الجهود الدولية لدعم السودان الشقيق.

وحذّر شكري من أن الأزمة في السودان تنذر بكارثة إنسانية، مشيرًا إلى أن مصر حرصت منذ بداية الأزمة على استضافة السودانيين، واستقبلت نحو ربع مليون سوداني.

وجدّد شكري تأكيد مصر أهمية الوقف الكامل لإطلاق النار في السودان، وأن مصر تحث المجتمع الدولي على توفير المساعدات الإنسانية للسودان.

Share.

Comments are closed.