
يواجه السودانيون وغيرهم من المقيمين في السودان ممن يعتمدون على البرامج الإنسانية التي ترعاها الأمم المتحدة، خطرًا حقيقيًا قد يهدد بقاءهم على قيد الحياة عقب اضطرار المنظمة الأممية لتعليق بعض خدماتها بسبب الاشتباكات المسلحة.
وفي هذا الصدد أشار أكسل بيشوب، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان في بيان، إلى أن التعليق القسري لبعض البرامج الإنسانية الأممية في السودان بات يهدد وضع من يعتمدون عليها من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية.
وأوضح أن الوضع الأمني المتدهور في السودان أجبر المفوضية على إيقاف معظم أنشطتها المنقذة للحياة بشكل مؤقت في كل من العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور وشمال كردفان، كون العمل في هذه المدن أصبح “خطرًا للغاية”.
وأشار بيشوب إلى أن نقص إمدادات الكهرباء والوقود، بالإضافة إلى ضعف الاتصالات يحد بشكل كبير من القدرة على التواصل مع اللاجئين والمواطنين الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية، مؤكدًا في السياق ذاته أنه تم إحراق عدد من المواقع التي تستضيف نازحين وتمت تسويتها بالأرض، فيما تعرضت منازل المدنيين والمباني الإنسانية لوابل من الرصاص بشكل مكثف.

وشهد إقليم دارفور في غرب السودان منذ مطلع الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة، في تطور يهدد بعودة الإقليم إلى نحو عقدين من الزمان عندما اندلعت حرب خلفت آلاف القتلى، ولجوء مئات الآلاف إلى دول مجاورة ونزوح ملايين إلى مخيمات داخل الإقليم.
وتخشى الأمم المتحدة من أن الأعمال العدائية قد تغذي التوترات العرقية والطائفية الموجودة مسبقًا، وتزيد من عرقلة الوصول إلى الموارد وتؤدي إلى مزيد من النزوح.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، يشهد السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
