فيروس كورونا: سيناريوهات ما بعد الوباء 

   بقلم : ا، ب، عبد الله.

عاشت  البشرية جائحات عديدة على مر العصورولعل ابرزها  “الوباء الانطوني” و”الانفلونزا الاسبانية” , و يجمع اغلب المؤرخين و دارسي الحضارات و تاريخ البشرية  ان الجائحات هذه شكلت بداية منعطفات  غيرت مسارات التاريخ و اعادت رسم الخراىط الجيوسياسية،  للعالم  الذي يستيقض كل مرة  على انقاض  التغير الذي ستتركه الجائحة بعد إحصاءه العدد النهائي للضحايا و مخلفات الخسائر الاقتصادية العالمية , فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء و خصوصا في الدول الصناعية الكبرى كان حجم التغيير و التداعيات اكبر .

و في انتظار ذلك لا بد من قراءة بعض المؤشرات التي اصبحت واضحة, فقبل كوفيد19 كانت نظرية الوباء القاتل اسيرة كتب التاريخ و كانت ايضا مقتصرة على كثير من الابحاث الطبية لفهم سرعة تطور  الفيروسات و مناعتها  المستمرة تجاه العلاجات و قدرة البكتيريا على الصمود امام المضادات الحيوية ، لكن هذه النظرية لم تعبر حاجز البحث العلمي الى نطاق الامن القومي الواسع،

“فيروس كورونا قنبلة موقوتة انفجرت فجأة  ” وضيحايا الاوبئة يفوق ضحايا الحروب

بالرغم من ظهور جائحات عديدة عرفها العالم غير ان  اجتهاد البشر اقتصر على كيفية انتاج مواد صيدلانية  وعلاجية  لمحاربة هذا العدو  الذي يبدو اشبه بالشبح  يغير من شكله ولونه ووقت ظهوره ، حتى الان يبدو ان االفيروسات القاتلة  التي ضربت البشرية سابقا كانت اخطر من كوفيد19 كالانفلونزا الاسبانية التي اودت بحياة اكثر من 50 مليون انسان في العقد الثاني من القرن الماضي, و هذا الرقم  يتجاوز بكثير عدد الذين  قتلوا في الحرب العالمية الأولى, فضلا عن ارقام ضحايا جائحة الطاعون الثالثة “1855-1959” التي تخطت ال 12 مليونا.   و رغم هذا التفاوت في ارقام ضحايا هذه  الاوبئة  مقارنة لما  سيحصده  كوفيد19, فان تداعيات كورونا الاقتصادية و الاجتماعية قد تكون بالحجم الذي احدثته الجواىح  السابقة او اكثر نظرا الى عوامل عدة .  و اذا كان الحديث بلغة الارقام لا يزال  مبكرا  ، لكنها تبقى توقعات و نظرة استشرافية ، واردة من الواقع ، فهذا الوباء المفاجئ القى بظلاله على التوقعات الاقتصادية العالمية و التجارة الدولية.

Share.

Leave A Reply