
احياءا للذكرى الخالدة لـ 08 ماي 1945وفي خطوة تعكس البعد الروحي والثقافي للجزائر، وتزامناً مع إحياء الذكرى الخالدة لـ 08 ماي 194، شهدت منطقة محرقة الفراشيح التابعة لبلدية النكمارية حدثاً مميزاً يتمثل في وضع حجر الأساس لإنجاز مدرسة قرآنية جديدة. هذا المشروع الواعد يأتي في وقت تسعى فيه الجزائر لتعزيز هويتها الوطنية والدينية، واستثمار في مستقبل الأجيال القادمة.
لم تكن لحظة التدشين مجرد حدث عابر، بل محطة مفعمة بالدلالات والمعاني، حيث جمعت بين الوفاء لذكرى الشهداء الذين ضحوا من أجل الوطن، وبين بناء جيلٍ حافظٍ لكتاب الله، مما يعكس امتداداً روحياً وثقافياً يربط بين الماضي المجيد والحاضر الواعد. وبحضور السلطات المحلية، أُعلن عن تخصيص مبلغ مالي يقدر بـ 4.2 مليار سنتيم لإنجاز هذه المدرسة، مع تحديد مدة إنجاز تبلغ 04 أشهر، مما يعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية التعليمية.
وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد السيد والي ولاية مستغانم، أحمد بودوح، أن هذا المشروع يدخل في صميم رؤية الدولة الجزائرية الهادفة إلى ترسيخ الهوية الدينية والوطنية. كما أشار إلى التزام السلطات الولائية بمرافقة جميع المبادرات التي تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة، سواء كانت مادية أو معنوية. وقد أبدى الوالي تفاؤله بمستقبل التعليم القرآني في الجزائر، مشدداً على أهمية العمل الجماعي في تحقيق الأهداف المنشودة.
المدرسة القرآنية المرتقبة ستضمن تكويناً مريحاً ومحفزاً في أحضان الطبيعة البكر لمحرقة الفراشيح، مما يوفر بيئة تعليمية مثالية للناشئة. ستكون هذه المؤسسة التعليمية ملاذاً للطلاب، حيث سيتاح لهم الفرصة لحفظ القرآن الكريم وتعلم تعاليم الدين الحنيف وفق مرجعيتنا الوطنية الأصيلة. وتعتبر هذه المدرسة نقطة انطلاق لتعزيز القيم الدينية والأخلاقية، مما يسهم في بناء جيل واعٍ ومتعلم.
هكذا، إذن، يتواصل البناء في وطن الشهداء… بناء الحجر والإنسان، والعلم والإيمان. إن وضع حجر الأساس لهذه المدرسة القرآنية يعكس التزام الحكومة الجزائرية بتوفير بيئة تعليمية ملائمة، تعزز من القيم الروحية وتساهم في التنمية المجتمعية.
كما بارك الحضور لأهالي منطقة محرقة الفراشيح هذا المشروع المبارك،إلى أن تكون هذه المدرسة منارة علم ونور تضيء دروب المستقبل، وتظل رمزاً للهوية الجزائرية وركيزة للتنمية الروحية والمجتمعية. إن هذا الإنجاز يمثل خطوة جديدة نحو تعزيز التعليم القرآني في البلاد، ويعكس الجهود المستمرة لتحقيق التنمية الشاملة.
بقلم عثمان ابراهيم
