
حين يصبح الوعي علاجًا… والإنسانية لغةً لا تُنسى
في جوّ ساده الوعي والنضج على الصعيد الصحيّ ، احتضن مدرج إذاعة سيدي بلعباس يومًا تحسيسيّا حول مرض التصلب اللويحي المتعدد، تحت شعار مؤثر: “معًا نكسر صمت التصلب اللويحي”.
من تنظيم مصلحة طبّ الأعصاب سيدي بلعباس ، تحت قيادة البروفسيور ورئيس مصلحة طبّ الأعصاب السيدة ” أودرار نعيمة ” بمعيّة طاقمها الطبيّ ، حيث أن اليوم التوعويّ لم يكن مجرد لقاء طبي، بل مساحة دافئة للمرافقة، ولزرع بذور الأمل في قلوب المرضى ومحيطهم.
شهد الحدث ، حضورا وازنا ونعيّا لمرضى التصلّب اللويحي وعائلاتهم ، الأمر الذي يعكس إهتمامهم وحرصهم على الإلمام أكثر بهذا المرض ، ومشاركة أطباء متخصصين، سلطات محلية، وإعلاميين، في مشهد عكس حجم التضامن والوعي المتزايد بهذه القضية الصحية..
دعم رسمي… وتكافل مجتمعي
الحضور الوازن لسلطات الولاية لهذا الحدث ، وعلى رأسهم السيد “مبروك قدور”، رئيس ديوان والي ولاية سيدي بلعباس ، والذي أكد استعداد السلطات الولائية لمواصلة الدعم والرعاية، مع التزام مباشر بتعزيز مصلحة طب الأعصاب.
بدوره، ثمّن السيد ” بن سنوسي محمد” مدير المركز الاستشفائي الجامعي “حساني عبد القادر”، هذه المبادرة واعتبرها لبنة أولى لمسارٍ دائم من الدعم والرعاية الشاملة. ، الأمر الذي يعكس مدى إستعداد الجهات المعنية على الدعم ، المرافقة والتحسين والرفع من مستوى الرعاية الطبية على مستوى ولاية سيدي بلعباس .
أصوات المرضى… شهادات من قلب المعاناة
في فقرة من أصدق ما يمكن أن يُقال، تقاسم عدد من المرضى تجربتهم مع المرض، متحدّثين عن التحديات اليومية، والمعارك النفسية، والصمت الذي يفرضه المرض أحيانًا ، شهادات لم تخلُ من شعلة الأمل التي تشبّث بها الجميع ، وعكس إرادتهم في عالم التحديات والرهانات ـّجاه هذا المرض الذيّ يعدّ بداية طريق الأمل والنضج والوعي .
العلم يضيء الطريق: مداخلات معرفية
قدمت البروفيسور نعيمة أودرار والدكتور معاذ بوجلال مداخلات ثريّة ووافية الشرح ، عرّفت الحضور بطبيعة التصلب اللويحي، أعراضه، سبل تشخيصه المبكر، والعلاج المتكامل الذي يجمع بين الجانب الدوائي والدعم النفسي والاجتماعي.
كما شُدد في هذا الجانب على أن التوعية جزء لا يتجزأ من العلاج، وأن تشخيص المرض مبكرًا يمكن أن يصنع فارقًا في حياة المريض.
حين يصبح المسرح علاجًا… وفنًا يوقظ الوعي
مشهد مسرحي بقيادة الفنان محمد جهيد دين الهناني كان أحد أقوى اللحظات. جسّد الفريق معاناة المريض، ليس بشكل تقليدي، بل بلغة فنية اختلط فيها الألم بالإصرار، والعجز بالتحدي. المسرح هنا لم يكن ترفًا، بل كان أداة علاجية فعّالة تُخاطب القلب والعقل.
رسالة واضحة: لا أحد يواجه المرض وحده
توحّد الحاضرون على دعوة واحدة: المرافقة المستمرة لمرضى التصلب اللويحي ، فهذا المرض لا يؤثر فقط على الجسد، بل يمس الحياة كلها ، وكانت الرسائل الرسمية واضحة: دعم مصلحة طب الأعصاب، ضمان توفر الأدوية، تحسين ظروف العلاج، وتكوين الفرق الطبية المختصة.
الحدث التحسيسيّ ليس يومًا… بل بداية لمسار وطني إنساني
ما حدث في سيدي بلعباس لم يكن مجرّد فعالية توعوية، بل انطلاقة نحو بناء وعي وطني شامل بهذا المرض ، دعوة لإطلاق مبادرات مماثلة عبر التراب الوطنيلكسر حاجز الصمت الذي يلف معاناة كثيرين.
ختامًا: لأن الصوت يجب أن يُسمع…
ما حدث في سيدي بلعباس هو بداية. بداية لوعي جديد، ولتفهم أعمق، ولمرافقة حقيقية. المسؤولية جماعية، تبدأ من الطبيب، وتشمل الأسرة، والإعلام، والمجتمع كله ، لأجل كل مريض يقاوم بصمت ، حان وقت أن نسمع الصوت، ونسير معه نحو غدٍ أكثر إرادة ووعيا .
بقلم: عباسية مدوني
