
في مباراة ودية جرت بين المنتخب الجزائري ونظيره السويدي، خرج “الخُضر” بنتيحة 3 مقابل 4 للمنتخب السويدي ،وهي خسارة كشفت العديد من الملاحظات لمنتخبنا الوطني وهو أمام تحديات واعدة لا مجال فيها للخسارة على صعيد تنافسي إفريقي في الأفق ، المباراة عرت مستوى الأداء الدفاعي، الذي كان شبه غائب خلال شوط المباراة الأول.
شوط أول باهت هجوميًا
دخل المنتخب الجزائري المباراة بتشكيلة يغلب عليها الطابع التجريبي، وهو أمر معتاد في اللقاءات الودية، لكن ما لم يكن معتادًا هو الغياب التام لأي فعالية هجومية تُذكر خلال النصف الأول من اللقاء ، حيث لم نسجل أي انسجام يُذكر بين خطي الوسط والهجوم، وكانت التحركات بطيئة، والتمريرات غالبًا مقطوعة ، كما بدا واضحًا أن غياب صانع ألعاب حقيقي أضر كثيرًا بقدرة الفريق على بناء الهجمات، مما جعل المنتخب يُكتفي بالدفاع وامتصاص ضغط المنتخب السويدي الذي أستغل الهفوات وبادر بالتسجيل .
خيارات فنية تحتاج إلى مراجعة
المدرب الوطني حاول منح الفرصة لعدد من العناصر الجديدة، لكن بعض الخيارات أثارت تساؤلات منها الاعتماد على مهاجم وحيد مع غياب الدعم من طرف الأجنحة، وجعل الهجوم معزولًا تمامًا ، كما أن غياب التمريرات العمودية السريعة جعل المنتخب بلا روح هجومية تذكر، رغم بعض المحاولات الفردية التي اصطدمت بدفاع سويدي منظم.
تحسن نسبي في الشوط الثاني
الشوط الثاني شهد تحسنًا طفيفًا، بخاصة مع دخول بعض الأسماء التي أعطت ديناميكية جديدة للفريق، لكن ظل غياب الفعالية أمام المرمى سمة بارزة. صحيح أن الفريق حافظ على توازنه الدفاعي ونجح في الحد من خطورة الخصم، لكن لم نشاهد ردة فعل هجومية حقيقية تليق بطموحات جمهور يعوّل كثيرًا على هذا الجيل.
لنا أن نقول بأن المباراة، رغم طابعها الودي، أظهرت أن المنتخب الجزائري بحاجة ماسة إلى مراجعة منظومته الهجومية، سواء من حيث النهج التكتيكي أو من حيث الأسماء في ظل غياب الحلول في الثلث الأخير من الملعب يعكس نقصًا في الإعداد الهجومي، وربما افتقادًا للثقة أو الانسجام بين اللاعبين.
كما أن اللعب ببطء وغياب الروح الهجومية في بعض الفترات يعطي انطباعًا بعدم وضوح الرؤية الفنية ، أين لا يكفي الاعتماد على المهارات الفردية؛ بل يجب بناء منظومة هجومية متكاملة قادرة على الضغط، الاختراق، وصناعة الفارق.
و عليه ، المنتخب الجزائري أمامه الكثير ليُعيد توازنه، خصوصًا إذا ما أراد أن يكون منافسًا حقيقيًا في المواعيد الرسمية ، اللقاء ضد السويد كان جرس إنذار مهم، ووجب استثماره ليس فقط لتدوين الملاحظات بل لاتخاذ قرارات فنية جريئة تُعيد الروح لخط الهجوم وتمنح الفريق هوية هجومية واضحة.
بقلم: عباسية مدوني-سيدي بلعباس
