
28/6/2023–|آخر تحديث: 28/6/202304:15 PM (بتوقيت مكة المكرمة)
ذكر خبراء عسكريون أمريكيون أن رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، يمكن أن يستفيد من مقاتلي مجموعة فاغنر الروسية الخاصة في بلاده، إذ من المحتمل أن يمنحوه مساحة أكبر لمناورة جهود الكرملين للهيمنة على بيلاروسيا.
وكتب معهد دراسات الحرب، مساء أمس الثلاثاء، أنه مع وجود قوات فاغنر في بلاده، يمكن أن يجابه لوكاشينكو جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستيعاب بيلاروسيا في حالة الاتحاد مع روسيا، إذ تعتمد بيلاروسيا -بوصفها الشريك الأصغر- على روسيا.
وذكر لوكاشينكو أنه توسط بين بوتين وزعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، في الانتفاضة التي استمرت مدة قصيرة يوم السبت الماضي، وأنه أقنع الأخير بالاستسلام.
واليوم الأربعاء، قال لوكاشينكو إنه أقنع بوتين بعدم “تصفية” بريغوجين، ردًّا على ما وصفه الكرملين بأنه تمرد يدفع روسيا إلى حرب أهلية.
وتعهد بوتين في البداية بسحق التمرد الذي شبّهه بالفوضى التي جرت في عام 1917 وأدت إلى الثورة البلشفية ثم حرب أهلية، ولكن بعد ذلك بساعات تم التوصل إلى اتفاق يسمح لبريغوجين وبعض مقاتليه بالذهاب إلى بيلاروسيا.
واستخدم لوكاشينكو، وهو يتحدث عن حواره يوم السبت مع بوتين، تعبيرًا في العامية الروسية معناه “تصفية”.
ونقلت وسائل إعلام في بيلاروسيا عن لوكاشينكو قوله في اجتماع لمسؤولين في جيش بلاده وصحفيين أمس الثلاثاء “فهمتُ أيضًا أن قرارًا قاسيًا تم اتخاذه (وكان مضمون كلام بوتين) تصفية” المتمردين.
وأضاف “اقترحتُ على بوتين عدم التعجل، وقلت له: لنتحدث مع بريغوجين ومع القادة لديه، فردّ قائلًا إنه لا فائدة من هذا، وإنه (بريغوجين) لا يرد حتى على الهاتف، ولا يريد التحدث مع أحد”.
واستخدم بوتين التعبير نفسه في عام 1999 عند التحدث عن المسلحين الشيشان، وتعهد بـ”تصفيتهم في الخلاء”، في تصريحات صارت شعارًا منتشرًا على نطاق واسع لتوضيح مدى صرامة شخصيته.
ولم يصدر أي تعليق بعدُ من الكرملين على تصريحات لوكاشينكو، التي تعطي لمحة دقيقة نادرة عن المحادثات داخل الكرملين، في وقت تقف فيه روسيا -وفقًا لرواية بوتين نفسه- على شفا اضطرابات لم تشهدها منذ عقود.
وقال لوكاشينكو، الذي تربطه معرفة قديمة مع بريغوجين، إنه نصح الرئيس الروسي بالتفكير “بعيدًا عن الأنانية”، وإن القضاء على بريغوجين قد يؤدي إلى تمرد واسع النطاق من جانب مقاتليه.
وأضاف لوكاشينكو أن جيش بلاده يمكن أن يستفيد من خبرة قوات فاغنر التي تتمتع بحرية اختيار الانتقال إلى بيلاروسيا الآن، وفقًا لاتفاق مع الكرملين.
