
يمثل عدم استقرار روسيا الداخلي مصدر قلق دائم للأوربيين بسبب موقعهم الجغرافي القريب منها، خاصة مع ارتفاع حدة القلق بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
وكان كثير من صناع السياسات الأوربيين قبل الحرب متفقين على تصور أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يكون “رئيسًا ديكتاتوريًا فظًا”، لكنه على الأقل يوفر الاستقرار متخوفين من بدائله، بينما بعد الحرب تغيرت هذه النظرة تمامًا، وأصبح هنالك حاجة لتغيير النظام في روسيا.
وتقول ليانا فيكس الخبيرة بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في تقرير نشره المجلس إن التمرد الذي قام به قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أوضح “هشاشة” نظام بوتين، واعتبرت أن هذه دعوة لليقظة بالنسبة للأوربيين، فلم تعد أوربا تواجه خيارًا ما بين بوتين وعدم الاستقرار؛ فبوتين هو عدم الاستقرار، داخليا وخارجيا، وفقًا لفيكس.
وحذرت فيكس من أن الدول الأوربية سوف تكون من بين أول من يواجهون تداعيات عدم الاستقرار في روسيا، وقالت إن هذه الدول في حاجة إلى خطة لمواجهة احتمال حقيقي بأن تتسم روسيا فيما بعد بوتين بنهج قومي يميني متشدد أو فوضى بدلا من التحرر أو بكليهما.
وأكدت أنه ينبغي القيام بعملية التخطيط هذه داخل الاتحاد الأوربي، وكذلك حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ويجب أن تتجاوز تصورات السيناريوهات، وأن يتم بدلا من ذلك وضع خطط مواجهة طارئة تتعامل مع تداعيات الاضطراب السياسي وأي فراغ سلطة في روسيا.
ورأت أن مناقشات وزراء الخارجية الأوربيين في 26 من يونيو/حزيران تعد نقطة بداية، واعتبرت أن قمة الناتو في فيلنيوس يومي 11 و12 من يوليو/تموز المقبل فرصة أخرى لإجراء حوار سري بشأن التداعيات وردود الفعل المحتملة.
وأشارت إلى أن تمرد بريغوجين أدى إلى الحد من القلق إزاء إمكانية أن يتجاوز بوتين الدعم الغربي لأوكرانيا وبالتالي تصبح الحرب في صالحه، مضيفة “ويبدو الآن أن الساعة تدق ضد روسيا وتلاحمها الداخلي، بدلا من أن تدق ضد أوكرانيا”.
واختتمت فيكس تقريرها بالقول إن الاهتمام الرئيسي للغرب ينصب على إخراج روسيا من أوكرانيا، وليس حدوث تغيير للنظام في موسكو، مشيرة إلى أنه “هناك حاجة إلى استعداد تفصيلي لمستقبل يكون فيه أي تحد آخر للنظام الروسي أكثر نجاحًا من تحدي قائد فاغنر الأخير، وهو ما يمكن أن يحدث أسرع مما هو متوقع”.
