قد يصعب على المتلقي الفصل في اجابة تنفي او تؤكد ذلك ، غير ان الملاحظ على طوابير صالون السيارات بوهران التي فاقت طوابير الخبز والحليب يجعلك تطرح السؤال المذكور اعلاه.
اذا كان ثمن تذكرة الدخول الى الصالون 50 دج بدافع الفضول فهذا يعادل كيس حليب وخبزتين ، وان كان بغرض اقتناء. 5 او 10 سيارات دفعة واحد فهذا يدل على حجم حركة الاموال داخل السوق السوداء، وبعملية بسيطة فقد زار الصالون حوالي 100 الف زائر مامجموعه 500 مليون سنتيم مداخيل بيع التذاكر خلال اسبوع فقط ، وفي الكثير من المرات واغلبها لاتفصح الشركات عن ارقام البيع اما تهربا من الضراءب او خوفا من المنافسة ،
الغريب المعتاد لدى الجزائري انه دائم التخوف من الندرة واللهفة والتدافع من اجل ان يقتي اولا وقبل الجميع وكثيرا ما يتداول الاشاعات ويصدقها مثل اشاعة التخفيضات المغرية ، غير انه يصر على ان يعيشها امرا واقعا وجازما في ذلك بقوله الحق وتصديقه مطالبا بتجسيده وان كان باطلا .
واقع الحال يجعلك تصاب بالجنون ، مواطن يشتكي من غلاء البطاطا و ندرة الحليب ، وانت في طريقك لشراء كيس الحليب او عائد من صلاة الفجر تجده واقفا لساعات ينتظر في طوابيير لا بداية لها ولا نهاية من اجل اقتناء سيارة او سيارات قبل نفاذ الكمية ،
هل الجزائري فقير ؟
لما تساله عن وضعه المادي يجيبك ” والله راني نطلب” ولما تخبره بوجود اغراض اوعقارات للبيع باثمان مغرية تجده متلهفا في السؤال عن مكانها وصاحبها وحجمها ومواصفاتها ملحا على اقتناءها .
بالطبع ليس كل الجزائريين لكن المؤكد ان اغلبهم بهذا الشكل وعلى هذا التصرف ،
.