
التقت الجزيرة مباشر عددًا من الأطفال الذي تسربوا من التعليم ولجؤوا إلى العمل بسبب الحرب في سوريا، وذلك تزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال الذي يوافق 12 يونيو/حزيران من كل عام.
وانتشرت ظاهرة عمالة الأطفال في الشمال السوري، وذلك بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية وقلة المساعدات، بالإضافة إلى وفاة العديد من آباء هؤلاء الأطفال أو إصابتهم بإصابات تمنعهم من العمل، وحاجة هذه الأسر إلى الأموال للتكفل بأبسط مقومات الحياة من مأكل ومشرب.
وأجرت الجزيرة مباشر لقاءً مع طفلين تركا الدراسة في وقت مبكر، وأصبحا يعملان في ورشة لتصليح السيارات في إدلب شمالي سوريا.
واتفق الطفلان على أنهما ندما لترك الدراسة والذهاب إلى العمل، كما عبّرا عن نظرة أسى يشعران بها يوميًّا وهما يريان الأطفال في مثل عمرهما يذهبون إلى المدارس مرتدين ثيابًا جديدة.

وقال حيدر (11 عامًا) “بينما أسير من بيتي إلى الورشة في كل صباح، أرى الأولاد يلبسون ثيابًا جميلة بينما أنا أرتدي ثيابًا بشعة”.
وأضاف “توقفت عن الذهاب إلى المدرسة منذ عامين واتجهت للعمل لمساعدة أسرتي، لأن أبي فقير لا يستطيع إعالتنا جميعًا”، مشيرًا إلى أن هذه الأوضاع هي ما أجبرته على العمل، ومؤكدًا أنه لم يشعر بطفولته.
وأكد حيدر أنه يندم لتركه المدرسة “كنت أتمنى لو كنت أذهب إلى المدرسة وأصير في يوم مدرسًا، لكن الآن أصبح حلمي أن أتقن مهنة الصيانة لأكون (مِعلّم)”،
ويقطع حيدر يوميًّا 5 كيلومترات ذهابًا وإيابًا من منزله إلى مقر عمله، ويعمل من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً، وأحيانًا يمتد دوام عمله إلى ما بعد صلاة المغرب، وفقًا لقوله.
وروى طفل آخر، يعمل مع حيدر في الورشة ذاتها، معاناته بسبب الظروف التي دفعته إلى ترك المدرسة والعمل في ورشة لتصليح السيارات.
وقال “هُجّرت من حمص وحاليًّا أسكن في إدلب، وكان من الضروري أن أترك الدراسة وأعمل لأساعد أسرتي في تكاليف المعيشة”.
وأضاف “والدي يعمل أيضًا لكن راتبه لا يكفي، لذلك أعمل لأساعده رغم أن هذه المهنة صعبة ذهنيًّا وجسديًّا”، لافتًا إلى أنه يعمل في هذه الورشة منذ 3 سنوات.
وعبّر أيضًا عن شعوره بالأسى بسبب ترك الدراسة، وقال “شعور حزين جدًّا ومؤلم جدًّا، أشاهد الأولاد في مثل عمري يرتدون ثيابًا جميلة، بينما أرتدي ثياب عمل متسخة”.
لكنه أكد أن ظروف حياته هي التي دفعته إلى ذلك، قائلًا “أريد أن أعمل لكي نعيش”.
