مديرة مكتب جريدة الشرق الأوسط بواشنطن “هبة القدسي” لـ dz infoline :
” هناك نقاط سلبية سيستغلها  ترامب لدحض منافسه بايدن خلال المناظرة  “
يتفاخر الرئيس السابق  ترامب دائماً بأنه يقف لأكثر من ساعتين في التجمعات الإنتخابية عكس منافسه بايدن .
 
أهم قضية تشغل بال الناخب الأمريكي في كل الإنتخابات هي قضية الإقتصاد و  مستويات التضخم.
هل تعتقدين أن بايدن سيتمكن من إقناع الأمريكيين خلال المناظرة الرئاسية بعد تراجع شعبيته ؟
هناك مخاطر يواجهها بايدن خلال المناظرة،بعد  تراجع شعبيته كثيراً لعدة أسباب منها القلق حول أمر الرئيس بايدن و زلات لسانه و قدراته الذهنية و البدنية على القيام بأداء مهامه لمدة 4 سنوات قادمة ، بالإضافة إلى إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية في أوكرانيا و الغضب الشعبي بين الأوساط العربية و المسلمة.. ، أيضا التقدميين داخل الحزب الديمقراطي من الأوضاع في غزة و مستويات عدد القتلى من المدنيين هناك ، لكن تحسنت حظوظه بشكل كبير بعد خطاب حالة الإتحاد التي ألقاها في الكونغرس في مارس الماضي و ظهر فيه منتقداً و حاضراً في كل خطابه و هجومه على الجانب الجمهوري و بالتالي ربما ستكون الفترة التي قضاها  بايدن في منتجع كامب ديفد لمدة 5 أيام منحته الفترة الكافية ليستعد و يستريح و يأخذ الوقت الكافي في التدريب على الهجوم و رد الهجوم المضاد ، بالتالي المناظرة لها الكثير من المخاطر و لها الكثير من الفرص ، إذا تعثر بايدن في ردوده قد يقلل ذلك من جذب و حصد أصوات الناخبين الأمريكيين و قد يرفع وتيرة المخاوف حول عمر الرئيس بايدن و يقظته الذهنية ، لكن إذا إستطاع مجابهة كل السهام الموجهة من  ترامب و الإمساك بكل الخيوط في الرد و توجيه الهجمات و صدها سيعزز من حظوظه و قد يؤدي إلى طمأنة الديمقراطيين إلى حد كبير .
الرئيس السابق ترامب تقدم على جو بايدن في جمع التبرعات لحملته ، هل يعني هذا أن ترامب بدأ يكسب تأييد الأمريكيين ؟
في الإنتخابات الأمريكية هناك دائماً كتلة مؤيدة للرئيس ترامب لا تتراجع عن تأييده حتى مع الملاحقات القضائية المتعددة مع إدانته في محكمة نيويورك بـ 36 تهمة جنائية في الجانب الآخر أيضاً الرئيس بايدن لديه كتلة متماسكة من الناخبين الأمريكيين الذين يدينون بالولاء للحزب الديمقراطي و يرون أن الرئيس بايدن أكثر تماسكاً و لديه بعض الأفكار المتعلقة بقضايا الإجهاض و كذلك الديمقراطية و القضايا التي تهم الديمقراطيين بالدرجة الأولى و بشكل عام ، لكن بالفعل سلاح المال له تأثير كبير في أي إنتخابات و في كل إنتخابات سواء على المستوى الرئاسي أو التشريعي أو على مستوى الأحياء داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، و بالتالي يلعب المال دوراً هاماً جداً و هو مؤشر على مدى إقبال الناخبين و مدى مساندتهم لمرشحهم الرئاسي .
منذ إعلان الرئيس بايدن خوض هذه الإنتخابات لفترة ولاية ثانية كان يتقدم كثيراً في حصد التبرعات و حصد التجمعات الإنتخابية و التبرعات لحملته و كان أبرز حدثين هو حدث الحشد الإنتخابي في مارس الماضي في مدينة نيويورك و الذي إستطاع خلاله جمع أكثر من 25 مليون دولار ، الحدث الذي شارك فيه الرئيسان بيل كلينتون و باراك أوباما و تقرر الأمر أيضاً قبل أكثر من 10 أيام في ولاية كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس حيث شارك أيضاً الرئيس السابق أوباما و تمكنت حملة بايدن من جمع 28 مليون دولار من التبرعات ، لكن الرئيس دولند ترامب رغم الصندوق الذي تم إنشاؤه للإنفاق على القضايا و الأتعاب القضائية و المصاريف القانونية المتعلقة بالمحاكمات في نهاية الأمر كان من المتوقع أن يكون حكم الإدانة نوعاً ما سيؤثر على الناخبين و قد يؤدي إلى تراجع التأييد لحملته الإنتخابية ، لكن  ترامب يكسر دائماً كل القواعد و على عكس المعتاد في إدانة أي شخص في تهم جنائية يكون من نصيبه نوع من الإزدراء ، العكس حدث تماماً مع  ترامب الذي حصد على المزيد من التأييد و المزيد من التبرعات في خلال أول 24 ساعة من صدور قرار الإدانة من المحلفين في محكمة نيويورك إستطاع ترامب جمع أكثر من 30 مليون دولار .
ما هي إنعكاسات دعم جو بايدن للإبادة في غزة و الدعم المفرط لإسرائيل و تحدي المحكمة الجنائية الدولية ؟
هناك إنعكاسات سلبية كثيرة لدعم إدارة الرئيس بايدن لما يحدث في غزة من عمليات إبادة جماعية و تدمير للبنية التحتية و مساندة إسرائيل رغم كل الخطوط الحمراء و التحذيرات من إقتحام مدينة رفح ، حتى الآن هناك أمور كثيرة عجزت الإدارة الأمريكية عن إستغلال نفوذها و ما لديها للضغط على إسرائيل فيما يتعلق برفح و كذلك أمد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة و فيما يتعلق بالمطالبات التي ذهبت الإدارة الأمريكية لمطالبة نتنياهو بها خاصة إستراتيجية و رؤية اليوم الثاني لإنتهاء العمليات العسكرية ، يعني تقررت كثيرا هاته المطالب دون أن يستجيب رئيس الوزراء الإسرائيلي لها، و بالتالي هذا الموقف الأمريكي من المساندة السياسية و الديبلوماسية و لوجستية و العسكرية المستمرة من قبل إدارة بايدن ولدت غضباً في الشارع الأمريكي و في أوساط التقدميين داخل الحزب الديمقراطي و إنعكس ذلك سلباً على حظوظ الرئيس بايدن و كان ذلك واضحاً في الإنتخابات التمهيدية في ولايات تتسم بأغلبية من الجالية العربية و المسلمة ، كان هناك نسبة كبيرة من التصويت غير الملتزم و بالتالي قد يتسبب ذلك بخسارة بايدن في الولايات التي تحظى بالتجمعات العربية و الإسلامية و أيضا بين أوساط شباب الديمقراطيين.
حسب رأيك ، ماهي النقاط التي سيستغلها دولند ترامب لدحض منافسه جو بايدن خلال المناظرة ؟
أهم قضية تشغل بال الناخب الأمريكي دائماً و أبداً و في كل إنتخابات أمريكية هي قضية الإقتصاد و أوضاع مستويات التضخم الضرائب و ما يتعلق بتظافر فرص العمل و ما يتعلق بمعدلات التضخم ، بالتالي هناك نقاط سلبية سيستغلها الرئيس الأمريكي السابق  ترامب بشكل كبير لدحض و مهاجمة منافسه جو بايدن ، ستكون القضية الأساسية إرتفاع معدلات التضخم و التي أثرت سلباً على المستويات الإقتصادية داخل الولايات المتحدة ، خلال الثلاث سنوات الماضية إرتفع معدل التضخم بشكل رسمي إلى أكثر من 9% رفقة أسعار السلع و الخدمات و الديون العقارية بشكل غير مسبوق منذ أكثر من 40 عاماً ، هذا بالطبع أثار ردود فعل و غضب الأسر الأمريكية و سيكون له تأثير على محاولات الرئيس بايدن بالترويج لأنه إستطاع خفض معدلات التضخم من العام الماضي إلى الوقت الحالي .
الرئيس بايدن سيكون قادراً على مهاجمة الرئيس السابق ترامب ، و كذلك في ملف الهجرة من الحدود الميكسيكية التي باتت تقلق الجمهوريين ، ترامب روج كثيرا لمخاطر ترك الحدود مع المكسيك غير ٱمنة و مخاطر المهاجرين غير الشرعيين و من عصابات تهريب المخدرات و عصابات الإتجار بالبشر ، و يروج الجمهوريون بشكل كبير لقضايا القتل و الإغتصاب و السرقة التي يتورط فيها المهاجرون غير الشرعيين .
ستكون هذه قضية سيشن فيها ترامب هجوماً لاذعاً على سياسات الرئيس بايدن ، هناك أيضا ملفات كثيرة فيما يتعلق السياسة الخارجية إنتقاد  ترامب لسياسات بايدن في الحرب الروسية الأوكرانية خاصة أن ترامب أكد مرارا أنه بإستطاعته إنهاء الحرب .
ترامب قال خلال كلمة ألقاها على مناصريه “أن بايدن شخص ضعيف و بالكاد يستطيع المشي أو يقوم بصياغة جملة كاملة ” ، هل ما يقوله ترامب أقرب للصواب نظراً لما يبدو على بايدن خلال الخطابات التي يلقيها ؟
عامل السن من الأمور التي تثير الكثير من القلق سواء تعلق الأمر بعمر الرئيس بايدن البالغ 81 عام أو حتى الرئيس ترامب البالغ 76 عاماً و بالتالي الفارق بين الرجلين تقريبا ثلاث سنوات و نصف ، لكن الشكوك في قدرت الإستعداد الذهني و القدرات البدنية للرئيس بايدن أعلى و أخطر من نظيره ترامب رغم تقاربهما في السن .
يتفاخر الرئيس ترامب دائماً بأنه يقف لأكثر من ساعتين في التجمعات الإنتخابية و حاضر ذهنياً و يسخر من الرئيس بايدن بأنه شخص ضعيف و سياساته متراجعة و يطلق عليه جو النائم و دائما ما أشار الى زلات لسانه و صعوبة تحركاته و صعوده أو نزوله من السلم و عدم قدرته على صياغة جملة كاملة ، و أنه لم يكن هناك أي رئيس أمريكي بهذا الحال ترشح لعهدة ثانية تنتهي عندما يبلغ 86 عاماً ، و بالتالي يلعب ترامب على هذا الوتر بشكل كبير رغم أن الدفاع لدى الجانب الديمقراطي و بايدن هو بمتابة محاولة التركيز على الخبرة الطويلة التي إكتسبها بايدن .
كلمة أخيرة..
هناك أمور إشترطها الرئيس بايدن خلال هاته المناظرة الرئاسية المرتقبة ، مناظرة ليست كسابقاتها لأنها ستكون من دون جمهور و ستمنح دقيقتين لكل مترشح و أثناء حديثه يتم إغلاق المايكروفون الخاص بالمرشح الآخر و بالتالي ستكون منظمة إلى حد كبير .
حاورها : عزالدين بن أحمد
Share.

Leave A Reply