تمر الذكرى العاشرة لوفاة احد اعمدة المسرح بالجزائر المصادفة للخامس جانفي من كل سنه اذ

تقف الاسرةالفنية في محطة الاستذكار تبكي  على واحدًا من أعلامها البارزين، الفنان المخضرم     محمد بن ڨطاف الذي غُمرت حياته بحب الفن الرابع.

 “من أراد أن يعيش بالمسرح، فما عليه إلا أن يعطيه بعض الوقت والجهد، ومن أراد أن   يعيش للمسرح، فليمنحه حياته كلها”، كانت إحدى مقولاته التي تعكس التفاني والتفرغ الذي قدّمه للفن على مدار نصف قرن، رحل بن قطاف تاركًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا.

ولد محمد بن قطاف في 20 ديسمبر 1939 بحي “حسين داي” الشعبي بالجزائر العاصمة، في     زمن كانت فيه الظروف الاقتصادية والاجتماعية تجعل من الحياة الطبيعية تحدًيا ، لم يمنعه   الاستعمار  من بناء مساره الفني، حيث بدأ رحلته في عالم المسرح من خلال النوادي وحَلِمَ بأن    يكون مغنيًا قبل أن يجذبه المسرح ويغير مجرى أحلامه و حياته.

  كانت مسرحياته تجسد التراجيم الرائعةللأعمال العالمية، مثل “إيفان إيفانوفيتش”لناظم حكمت”، والتي أعاد تسميتها بـ “إبليس الأعور”.نالت

 هذه المسرحية انتباه الجماهير و هذا التفاعل ما جعله يتفانى في فن التمثيل والكتابة بنجاح.

في سنة 1975، أطلق بن قطاف أولى تجاربه في الكتابة بمسرحيته “حسنة وحسان”. تلك السنوات شكلت فترة خصبة له، حيث نجح في تحديث المشهد المسرحي الجزائري وتقديم العديد من الأعمال المميزة وكانت مسرحية “قال العرب قالوا” نقطة تحول في مسيرته، حيث اقتبسها من عمل لمحمد الماغوط وشارك في كتابتها وأدائها.

شكلت فترة الثمانينيات مرحلة مهمة في مسيرته ، حيث استمر في تأليف وإخراج العديد من الأعمال المسرحية البارزة، وكان له دور كبير في تحرير الوعي المسرحي الجزائري.
أسس على إثرها تعاونية “القلعة”، وهي تجربة نجحت في التنافس مع المسارح المحترفة

في الثمانينيات انخرط بن قطاف في تحولات سياسية واجتماعية عميقة

في الجزائر، وعكس ذلك في مسرحيته “العيطة” التي حصلت على الجائزة الأولى في مهرجان قرطاج.وعندما تم اغتيال المسرحي عبد القادر علولة عام 1994، قرر بن قطاف الرحيل إلى الخارج، لكنه عاد إلى الجزائر في عام 1999 وأسس فرقة مسرحية تابعة لمؤسسة “فنون وثقافة”.

أثناء إدارته للمسرح الوطني، عمل بن قطاف بجدارة على تقديم الفرص للأجيال الجديدة من الممثلين وكتّاب المسرح، كما أسهم في تفعيل المشهد المسرحي بتأسيس و تنظيم مهرجانات و ورشات عمل جعلت المسرح ينشط كما و كيفا
بلكدروسي عصام

Share.

Leave A Reply