استهدفت المرضى الذين يعانون من مشاكل على مستوى الفك تمنعهم من الفتح الكامل أو الجزئي للفم باللجوء الى تقنيات التنبيب الرغامي الصعب، و التنظير الليفي الأنفي.

في إطار جهود المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران لتحقيق التميز الطبي والرقي بالخدمات الصحية المقدمة للمرضى، أطلقت مصلحة جراحة الفك والوجه والترميم مبادرة استثنائية تمثلت في تنفيذ سلسلة من التدخلات الجراحية المعقدة التي استهدفت المرضى الذين يعانون من مشاكل حادة على مستوى الفك تمنعهم من الفتح الكامل أو الجزئي للفم.

 

هذا الحدث الطبي، الذي امتد على مدار أسبوع، جاء تتويجاً لتعاون مكثف بين مصلحة جراحة الفك والوجه والترميم تحت إشراف البروفيسور حيرش كريم، ومصلحة التخدير والإنعاش الجراحي تحت إشراف البروفيسور مازور فاطمة، بالإضافة الى الطاقم الطبي لمصلحة الإنعاش الجراحي للأطفال الذي تشرف عليه البروفيسور باتوش جميلة جهيدة.

حيث تم خلال أسبوع واحد، إجراء 08 عمليات جراحية دقيقة، باستخدام تقنيات التنبيب الرغامي الصعب، التي تستعمل في الحالات التي يكون من الصعب أو المستحيل إدخال أنبوب التنفس (الأنبوب الذي يساعد على التنفس) إلى الرئتين بالطريقة التقليدية عبر الفم أو الأنف، بما في ذلك التنبيب باستخدام التنظير الليفي الأنفي، وهي تقنية حديثة تستخدم للتعامل مع الحالات المعقدة التي تمنع المرضى من فتح أفواههم بشكل طبيعي.

هذه الحالات قد تكون بسبب الإصابة بالأورام سرطانية، التهابات شديدة، حوادث خطيرة أو تشوهات خلقية اذ تتطلب هذه الحالات تدخلاً جراحياً دقيقاً لتجنب المخاطر المرتبطة بالتنبيب التقليدي، وهنا تكمن أهمية استخدام تقنيات التنبيب المتقدمة، حيث أجريت هذه العمليات بالتنسيق مع الدكتور شريط، المختص في الإنعاش الجراحي بمستشفى الأغواط والمختص في هذا النوع من التنبيب مما شكل هذا الأسبوع فرصة ثمينة للمختصين في جراحة الفك والوجه والترميم وكذا المختصين في الإنعاش والتخدير للاستفادة من خبراته في هذا المجال.

يذكر انه من بين المرضى الذين اخضعوا للعمليات الجراحية، حالة استثنائية لشخص لم يستطع فتح فمه لمدة 14 سنة بسبب حادث مرور خطير، حيث تم إجراء عملية جراحية دقيقة أنهت معاناته الطويلة وأتاحت له استعادة قدرته على الفتح الطبيعي للفم. كما شملت الحالات مرضى تتراوح أعمارهم ما بين 03 سنوات الى 48 سنة قدموا من عديد ولايات الوطن على غرار وهران شلف تيارت معسكر غليزان والجلفة.

 

للإشارة فإن هذه العمليات الجراحية تندرج ضمن الجهود المستمرة للمؤسسة لتعزيز الخبرات الطبية المحلية وتقديم أعلى معايير الرعاية الصحية، كما تعكس المبادرة قدرة المستشفى على التنسيق بين مختلف التخصصات الطبية لتوفير رعاية متكاملة وشاملة للمرضى، مما يعزز مكانتها كمرجع طبي على المستوى الوطني

Share.

Leave A Reply